تقدير نفسك كوالد: الحب الذي تستحقه أنت أيضًا

الأبوة والأمومة من أكثر الرحلات مكافأةً — لكنها أيضًا من أكثرها تضحية. فهي أن تستيقظ باكرًا وتظل مستيقظًا حتى وقت متأخر، وأن تُحضّر وجبات الغداء بينما تجيب على الأسئلة، وتهدئ نوبات الغضب بينما تطهو العشاء، وتحب في كل لحظة مليئة بالفوضى.
لكن وسط مشاوير المدرسة، وأكوام الغسيل، وقصص ما قبل النوم، هناك شخص غالبًا ما يتم تجاهله: أنت.
كآباء وأمهات، نحن نعطي بلا حدود. نحتفل بانتصارات أطفالنا، ونواسيهم في إخفاقاتهم، ونرشدهم بكل ما نملك. ولكن كم مرة نتوقف لنحتفل بأنفسنا — على الصبر الذي أظهرناه ونحن منهكون، وعلى القوة التي وجدناها في الأوقات الصعبة، أو لمجرد استمرارنا في العطاء يومًا بعد يوم؟
من السهل الوقوع في فخ الشعور بالذنب — بأننا لا نفعل ما يكفي. لكن الحقيقة هي: إذا كنت تحاول، وتحب، وتتعلم، فأنت تفعل أكثر من الكفاية.
وعندما تُقدّر نفسك، فأنت لا تبني ثقتك فقط — بل تُقدّم نموذجًا قويًا لأطفالك. أنت تُعلّمهم أن:
- لا بأس بأن تشعر بالفخر بنفسك.
- تقدير الذات ليس أنانية.
- الراحة، والتأمل، والنمو أمور أساسية.
الأبوة لا تأتي مع نص كامل أو مثالي، لكن حبك، وجهدك، وحضورك تتحدث بصوت أعلى من أي كمال.
طرق لتقدير نفسك:
- احتفل بالانتصارات الصغيرة: هل أنهيت اليوم دون أن تفقد صبرك؟ هل تعاملت مع نوبة غضب بهدوء؟ هذا يستحق التقدير.
- تحدث إلى نفسك بلطف: هل كنت ستوجه هذا التعليق القاسي لصديق؟ إذًا لا توجهه لنفسك.
- خذ وقتًا لنفسك: سواء كانت خمس دقائق هادئة مع فنجان قهوة أو نزهة قصيرة بمفردك — فهذا ليس ترفًا، بل ضرورة.
- تأمل كم تطورت: لقد نَمَوت كوالد تمامًا كما نما طفلك تحت رعايتك.
تذكّر: إن أفضل ما تقدمه كافٍ. وأحيانًا، يكفي أن يكون “الأفضل” هو مجرد إبقاء الجميع آمنين ومطعَمين — وهذا يُحتسب أيضًا.
طفلك لا يحتاج إلى والد مثالي، بل إلى والد حقيقي — يضحك، ويبكي، ويحاول من جديد، ويُظهر ما يعنيه أن تكون إنسانًا.
لذا، خذ نفسًا عميقًا اليوم وامنح نفسك التقدير الذي تستحقه. أنت تقوم بعمل رائع — وتستحق أن تشعر بالفخر بذلك.
أنت شخص مرئي، ومُقدَّر، وأكثر من كافٍ.