ضغط موسم الامتحانات: ما يجب الانتباه إليه وكيفية المساعدة

الآن ومع اقتراب موسم الامتحانات بسرعة، من المهم أن نعترف بالتأثير الذي يمكن أن يسببه الضغط الأكاديمي على الطلاب، وخاصة الأطفال واليافعين. فعلى الرغم من أن التوتر المرتبط بالامتحانات يُعتبر في كثير من الأحيان مجرد «قلق بسيط» أو «توتر طبيعي»، فإن الحقيقة هي أن الضغط الأكاديمي يمكن أن يترك آثارًا خطيرة وطويلة الأمد على الصحة النفسية للطلاب. وإذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح، فقد يؤثر على النوم والتركيز والثقة بالنفس، بل وقد يؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة مثل القلق والاكتئاب.
تُصوَّر الامتحانات في الغالب على أنها اللحظة الحاسمة في حياة الشاب أو الطفل. لذلك، ليس من المستغرب أن يشعر بعض الطلاب وكأن مستقبلهم بأكمله يعتمد على نتيجة مجموعة واحدة من الاختبارات. هذا التفكير قد يخلق مستوى سامًا من الضغط، يؤدي إلى مشاعر الفشل واليأس والإرهاق — حتى قبل بدء الامتحان نفسه.
ومع أن هذا التوتر قد يكون ساحقًا أحيانًا، فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن للآباء ومقدّمي الرعاية والمعلمين من خلالها التدخّل وتقديم الدعم، لضمان ألا يواجه الأطفال هذا الضغط بمفردهم.
علامات تدل على أن طفلك قد يعاني من ضغط الامتحانات
ليس من السهل دائمًا ملاحظة أن الطالب يعاني من التوتر، خصوصًا إذا كان يحاول الظهور بمظهر «بخير». إليك بعض العلامات التي ينبغي الانتباه لها:
- تغيّرات في المزاج أو السلوك: العصبية، الانعزال، نوبات البكاء أو الغضب
- أعراض جسدية: صداع، آلام في المعدة، تعب، تغيّرات في نمط الأكل أو النوم
- فقدان الاهتمام: التوقف عن الاستمتاع بالهوايات، أو تجنّب المذاكرة والمراجعة
- حديث سلبي عن الذات: عبارات مثل «سأفشل» أو «لست جيدًا بما فيه الكفاية»
- تأجيل أو إفراط في المذاكرة: إما تأجيل كل شيء أو الدراسة بشكل مفرط دون راحة
طرق لمساعدة طفلك خلال موسم الامتحانات
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق الفعالة التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على التعامل مع التوتر المرتبط بالامتحانات. فيما يلي بعض الخطوات البسيطة والفعّالة:
- افتح باب الحوار: اسأل طفلك كيف يشعر، استمع دون حكم، وأكد له أن مشاعره مفهومة ومشروعة.
- شجّع على روتين صحي: تأكد من حصوله على قسط كافٍ من النوم، ووجبات منتظمة، وفترات راحة من المذاكرة.
- ساعده في وضع خطة للمراجعة: التنظيم الجيد يقلل الشعور بالإرهاق والضياع.
- عزّز أهمية الراحة والعناية الذاتية: ذكّره بأن الاسترخاء ليس ترفًا، بل جزء ضروري من النجاح.
- احتفل بالجهد وليس بالنتائج فقط: ذكّره بأن ما يهم حقًا هو المحاولة وبذل الجهد، وليس العلامة وحدها.
- اطلب المساعدة المهنية عند الحاجة: إذا بدا أن مستوى التوتر أصبح مفرطًا، لا تتردد في استشارة الأخصائي النفسي في المدرسة أو مختص في الصحة النفسية.
الامتحانات مهمة — لكنها ليست أهم من صحة الطالب النفسية والعاطفية. ومع دخولنا أحد أكثر فترات العام الدراسية توترًا، علينا أن نحول تركيزنا من الكمال إلى الدعم. فلنذكّر أبناءنا أن قيمتهم لا تُقاس بدرجة، وأن طلب المساعدة أمر طبيعي ومقبول.
من خلال الحضور، والتفهّم، والتعاطف، يمكننا أن نساعد أبناءنا ليس فقط على تجاوز موسم الامتحانات، بل على الخروج منه أكثر قوة وثقة بأنفسهم.