كيفية طلب المساعدة عندما تواجه صعوبة

أحيانًا القوة لا تكون في أن تفعل كل شيء وحدك — بل في أن تطلب المساعدة.
هل تعرف ذلك الشعور عندما يبدو أن كل شيء في حياتك «بخير» من الخارج، لكنه في الحقيقة ليس كذلك؟
كأنك تمشي في نهر تحمل على ظهرك حقيبة مليئة بالحجارة، وتحاول أن تتظاهر بأنك فقط تتنزه؟
نعم، هذا هو الشعور.
سواء كان الأمر إنهاكًا، أو قلقًا، أو حزنًا لا يزول، أو مجرد فترة صعبة في الحياة — كلنا نصل إلى لحظات يصبح فيها «التأقلم» مجرد شكل من أشكال البقاء.
ومع ذلك، قد يبدو طلب المساعدة أصعب شيء في العالم.
لذلك، إن كنت في تلك المرحلة — على وشك أن تتكلم لكنك لا تعرف كيف — فهذه الكلمات من أجلك.
أولًا: أنت لست عبئًا.
دعنا نوضح ذلك من البداية.
معاناتك حقيقية. مشاعرك صادقة. ولا أحد يستحق أن يواجه الأوقات الصعبة بمفرده.
أحيانًا يكون أكثر الأفعال لطفًا وشجاعة ووعيًا بالذات هو أن تقول ببساطة:
«مرحبًا، أنا لست بخير الآن.»
صدقنا، هذا ليس ضعفًا. إنه شجاعة.
وليس عليك أن تفتح قلبك دفعة واحدة أو بطريقة درامية. يمكن أن تبدأ ببساطة بقول:
- «هل يمكننا التحدث؟ أنا أمر بفترة صعبة.»
- «لست على طبيعتي مؤخرًا، ولا أعرف ماذا أفعل.»
- «أظن أنني بحاجة إلى بعض الدعم. هل يمكنني أن أشاركك شيئًا؟»
اختر شخصًا تثق به — شخصًا يُصغي أكثر مما يحكم. هذا هو مكانك الآمن.
ولست بحاجة إلى كلمات مثالية أو تفسير دقيق لكل ما حدث. يكفي أن تكون صادقًا.
يمكنك أن تقول مثلًا:
- «لا أعرف بالضبط ما الخطأ، لكنني أشعر بثقل دائم.»
- «ظننت أنني أستطيع التعامل مع الأمر وحدي، لكنني لا أستطيع.»
- «أشعر وكأنني أغرق، ولا أعرف كيف أطلب المساعدة.»
الاتصال الحقيقي يأتي من الكلمات الحقيقية.
والدعم ليس شكلًا واحدًا للجميع. فكّر فيما تحتاجه فعلًا:
- دعم عاطفي: صديق يتفقدك، فرد من العائلة تستند إليه، عناق في يوم صعب.
- مساعدة عملية: شخص يساعدك في المهام أو المواعيد أو الأمور التي تبدو أكبر من طاقتك.
- دعم مهني: مستشار نفسي، طبيب، معالج، أو خدمة دعم متخصصة.
ولست مضطرًا لاختيار نوع واحد فقط — أحيانًا تحتاج إلى مزيج من هذه الأشياء، وأحيانًا مجرد محادثة واحدة تُحدث فرقًا.
امنح نفسك بعض الرحمة.
إذا بدا طلب المساعدة غريبًا أو غير مريح، فهذا طبيعي.
إنها «عضلة» لم يُعلِّمنا أحد كيف نستخدمها — لكن مثل أي عضلة، كلما استخدمتها أكثر، أصبحت أقوى.
لا عيب في احتياج الآخرين. في الحقيقة، هذا ما يجعلنا بشرًا.
وإن لم يخبرك أحد هذا مؤخرًا، فاعلم:
- أنت لست «كثيرًا» على أحد.
- أنت لست مكسورًا.
- أنت تستحق العناية، والرحمة، والدعم.
طلب المساعدة ليس استسلامًا. إنه اختيار للاستمرار — ولكن مع سند.
أنت تستطيع. وحتى إن شعرت أنك لا تستطيع، يحق لك أن تقول ذلك.
لذا، إن كنت تقف الآن على تلك الحافة — حائرًا، مثقلًا، أو منهكًا — خذ الخطوة. اطلب. تواصل. حتى لو همست فقط.
لأن الحقيقة هي: لم تُخلق لتواجه الحياة وحدك.
القوة ليست في الصمت؛ بل في الإفصاح.
وغالبًا ما يبدأ الشفاء بلحظة صدق واحدة، وشخص آمن واحد، وطلب بسيط واحد.
لست بحاجة إلى أن تفهم كل شيء الآن.
فقط ابدأ بالخطوة الأولى — اطلب المساعدة.
أنت لست وحدك. ولن تكون كذلك أبدًا.